ضمن الجهود المبذولة للحفاظ على التراث الثقافي الغني لسلطنة عمان، طور طلاب جامعة صحار تطبيق باستخدام الواقع المعزز لإعادة إحياء المواقع التراثية المفقودة في عُمان. كما هدف المشروع استخدام تقنية الواقع لإعطاء نبذه حول الأشياء الأثرية واللوحات في القلاع والحصون والمتاحف.
يعمل المشروع على إنشاء تجارب تفاعلية غامرة تتيح لزوار الأماكن السياحية التاريخية على استكشاف هذه المواقع والتعرف على تاريخها بطريقة جذابة وممتعة باستخدام الواقع المعزز.
تتجسد فكرة المشروع على أنه تطبيق على الهاتف أو النظارات الذكي مرتبط بقاعدة البيانات الموجودة في السحابة. يقوم التطبيق بالتعرف على شكل الجسم عن طريق الكاميرا. يذكر أنه من الضروري تخزين شكل الجسم في قاعدة البيانات. بعد التعرف على الجسم يقوم التطبيق بعرض نماذج ثلاثية الأبعاد حول الجسم او المبنى ويقدم معلومات أثرية بطريقة ممتعة للزوار مما يعزز من تثقيفهم بطريقة ثنائية.
كما يناقش المشروع التحديات المحتملة التي قد تواجه استخدام الواقع المعزز في هذا المجال، بما في ذلك الحاجة إلى بيانات تاريخية دقيقة، والتحديات التقنية.
من المتوقع أن يسهم المشروع بشكل كبير في تعزيز جهود الحفاظ على التراث الثقافي في عمان، وإبراز المواقع التراثية التي لم يعد بالإمكان زيارتها على الواقع.
قام بالمشروع الباحثات أميرة المقبالي، بلقيس الروشدي، كلثم البلوشي، وشيماء الجرادي، بإشراف الدكتور محمود البحري والبروفيسور أحمد الكايد. تم تطبيق المشروع في قلعة صحار و يمكن أن يستخدم المشروع على نطاق واسع إذا ما حظي بالدعم.
حول المشروع أكد الدكتور محمود البحري قائلا :”تلخصت الأهداف الرئيسية للمشروع حول تطوير تطبيق للواقع المعزز يعرض الأشياء التراثية والتاريخية في سلطنة عمان باستخدام النمذجة ثلاثية الأبعاد وتقنيات الواقع المعزز القائمة على المواقع والتجارب التفاعلية، بهدف توفير تجربة ممتعة وغامرة للمستخدمين تمكّنهم من استكشاف وتعلم تاريخ وأهمية هذه المواقع بطريقة تفاعلية. كما يسعى المشروع إلى تعزيز الحفاظ على التراث الثقافي والتعليم في السلطنة من خلال عرض المواقع التراثية المفقودة بأسلوب مبتكر وجذاب، ودراسة التحديات والقيود المتعلقة باستخدام تقنيات الواقع المعزز، بما يشمل الحاجة إلى بيانات تاريخية دقيقة ومفصلة، ومراعاة الحساسيات الثقافية، والقيود التقنية الحالية. بالإضافة إلى ذلك، يهدف المشروع إلى الإسهام في المجال الأكاديمي لإدارة التراث الثقافي من خلال تقديم طرق جديدة ومبتكرة لعرض المواقع التراثية وتعزيز الحفاظ على التراث الثقافي، إلى جانب تقديم رؤى حول كيفية استخدام تقنية الواقع المعزز لإنشاء تجارب تفاعلية وغامرة تساهم في تطوير هذه التقنية وتعزيز الحفاظ على التراث. كما يبرز المشروع إمكانات تقنية الواقع المعزز كأداة لتعزيز الحفاظ على التراث الثقافي والتعليم، ويلهم المزيد من الأبحاث والتطوير في هذا المجال “.