قدم الدكتور حمدان الفزاري، رئيس جامعة صحار، ورقة في المؤتمر الحادي والعشرين للأكاديمية العربية للعلوم الذي عقد في بيروت بالجمهورية اللبنانية في 19 أبريل 2024 حيث شارك الفزاري في المؤتمر عن بعد. وكان موضوع المؤتمر ” التعليم العالي في العالم العربي: التحول الرقمي “.
بدأ الدكتور الفزاري ورقته بتسليط الضوء على أهمية موضوع المؤتمر. وذكر أنه مما لا جدال فيه أن هذا الموضوع أصبح سمة مهمة من سمات مشهد التعليم العالي ويستحق التعمق الشامل فيه موكداً أن هذا الذي سيحصل في المؤتمر من الدراسة المستفيضة للموضوع. وأضاف أن موضوع المؤتمر معني بمواكبة تطورات القرن الحادي والعشرين في جميع جوانب الحياة البشرية؛ من حيث المعرفة والتكنولوجيا، والتعليم، وكذلك في المهارات الحياتية وتطبيقاتها اليومية. كل هذه العوامل ناتجة عن التقدم العلمي الهائل، والنمو المعرفي الواسع، والثورة التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم حالياً في كل مناحي الحياة.
وأشار الدكتور الفزاري إلى أن المؤتمر سيبرز دور التعليم والمحتوى التعليمي من حيث التحول الرقمي لقطاع التعليم العالي. وأوضح كذلك أنه من المعروف أن التكنولوجيا أصبحت أهم ركيزة للتغيير في مجال التعليم، وأن أنظمة الذكاء الاصطناعي والمنصات التفاعلية تحكم المعرفة الآن والتي نستفيد منها ونتعرف على مكونات عالمها الافتراضي. لذلك لا بد من التركيز على التخصصات والتطبيقات التي تتناسب مع التسارع المعرفي الذي نشهده اليوم، وهذا يتطلب من القائمين على قطاع التعليم العالي مراجعة سياسات وخطط التعليم والتعلم، والمقررات الدراسية، وطرق التقويم، وخصائص المتعلمين من أجل مواكبة هذه التطورات. مؤكداً بأن التحول الرقمي لم يعد خياراً بل أصبح ضروريا لمواكبة التقدم.
واختتم الدكتور حمدان الفزاري ورقته بالقول إن الانفجار المعرفي والتحول الرقمي والتكنولوجي أدى إلى تطور المعرفة في عالم اليوم المترابط والغني بالمعلومات، وأن كل هذا لم يكن ليتحقق لولا الابتكار حاثاً إلى مزيد من الابتكار ومشجعاً عليه ومطالباً بدراجه ضمن خطط الجامعات العربية لتصل إلى دول مولدة للمعرفة ومنتجة للمنتج لترتقي إلى مصاف الدول ضمن فهرس الابتكار العالمي. وأضاف أن التحول الرقمي في التعليم والتعلم هي عملية ديناميكية تهدف إلى تسخير قوة التكنولوجيا لتعزيز الممارسات التعليمية، وتمكين المتعلمين، وإعداد الأفراد للنجاح في عالم رقمي سريع التطور، وأن قطاع التعليم العالي يحتاج إلى تثقيف كل من الطاقم الأكاديمي والطلاب على حد سواء. وكما ذكر كذلك أن قبول الانفجار المعرفي والتحول الرقمي أمر ضروري لمستقبل مؤسسات التعليم العالي في الدول العربية إذا أرادت تسخير قوة المعلومات والتكنولوجيا والابتكار من أجل التقدم الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وأن قطاع التعليم العالي يحتاج إلى توفير الموارد المطلوبة، كما هو موضح أنفاً لكي نضمن النجاح في عصر التحول الرقمي.